الاثنين، مايو 21، 2012

في مدينتنا



واستراحَ الشـوقُ منـي ..

وانزوى قلبي وحيداً ..

خلف جدرانِ التمنـي

واستكانَ الحـب في الأعماقِ

نبضاً .. غابَ عنّـي

آه يا دنـياي ..

عشتُ في سجني سنيناً

أكرهُ السجانَ عمري

أكره القيدَ الذي

يقصيك .. عني

جئتُ بعدك كي أغنّـي

تاه منّـي اللحنُ

وارتَجَفَ المغنّـي

خانني .. الوتـر الحزين

لم يعُد يسمعُ منّـي

هل ترى أبكيك حباً

أم تُرى أبكيك عمراً

أم ترى أبكي .. لأني

صرتُ بعدك .. لا أغنـي

***

آه يا لحناً قضيتُ العمـرَ

أجمعُ فيه نفسي !!

رغم كل الحـزنِ

عشتُ أراهُ أحلامي

ويأسي ..

ثم ضاع اللحـنُ منّـي

واستكـانْ

واستـراح الشوقُ

واختنقَ الحنـــانْ

***

حبنا قد ماتَ طفلاً

في رفاتِ الطفلِ

تصرخُ مهجتانْ

في ضريحِ الحبّ

تبكي شمعتانْ

هكذا نمضي .. حيارى

تحت أقدام الزمـانْ

كيف نغرقُ في زمانٍ

كل شيءٍ فيهِ

ينضحُ بالهـوانْ


فاروق جويده



لم أعد داريا .. إلى أين أذهب

كلَ يومٍ .. أحس أنك أقرب

كل يوم .. يصير وجهك ُجزءاً

من حياتي .. ويصبح العمر أخصب

وتصير الأشكال أجمل شكلا

وتصير الأشياء أحلى وأطيب

قد تسربتِ في مسامات جلدي

مثلما قطرة الندى .. تتسرب

.. اعتيادي على غيابك صعبٌ

واعتيادي على حضورك أصعب

كم انا .. كم انا أحبك حتى

أن نفسي من نفسها .. تتعجب

يسكن الشعر في حدائق عينيك

فلولا عيناك .. لا شعر يكتب

منذ احببتك الشموس استدارت

والسموات .. صرن انقي وارحب

منذ احببتك .. البحار جميعا

اصبحت من مياه عينيك تشرب

حبك البربري .. أكبر مني

فلماذا .. على ذراعيك أصلب ؟

خطأي .. أنني تصورت نفسي

ملكا ، يا صديقتي ، ليس يغلب

.. وتصرفت مثل طفل صغير

.. يشتهي أن يطول أبعد كوكب

سامحيني .. إذا تماديت في الحلم

.. وألبستك الحرير المقصب

أتمني .. لو كنت بؤبؤ عيني

أتراني طلبت ما ليس يطلب ؟

أخبريني من أنت ؟ إن شعوري

كشعور الذي يطارد أرنب

أنت أحلى خرافة في حياتي

.. والذي يتبع الخرافات يتعب

._______

أخاف أن تمطر الدنيا، و لست معي

فمنذ رحت.. و عندي عقدة المطر

كان الشتاء يغطيني بمعطفه

فلا أفكر في برد و لا ضجر

و كانت الريح تعوي خلف نافذتي

فتهمسين: تمسك ها هنا شعري

و الآن أجلس .. و الأمطار تجلدني

على ذراعي. على وجهي. على ظهري

فمن يدافع عني.. يا مسافرة

مثل اليمامة، بين العين و البصر

وكيف أمحوك من أوراق ذاكرتي

و أنت في القلب مثل النقش في الحجر

أنا أحبك يا من تسكنين دمي

إن كنت في الصين، أو كنت في القمر

ففيك شيء من المجهول أدخله

و فيك شيء من التاريخ و القدر


____
(17)

لماذا .. في مدينتنا؟

نعيشُ الحبَّ تهريباً .. وتزويراً ؟

ونسرقُ من شقوقِ الباب موعدنا ..

ونستعطي الرسائل ..

والمشاويرا ..

لماذا في مدينتنا؟

يصيدون العواطفَ والعصافيرا ...

لماذا نحن قصدير ؟

وما يبقى من الانسان ..

حين يصيرُ قصديرا ؟

لماذا نحن مزدوجونَ

إحساساً .. وتفكيرا ؟

لماذا نحن أرضيُّونَ ..

تَحْتيّونَ ..

نخشى الشمسَ والنورا ؟

لماذا أهل بلدتنا ؟.

يمزّقهم تناقُضُهُمْ ..

ففي ساعاتِ يقظتهمْ

يسبّونَ الضفائرَ والتنانيرا ..

وحين الليلُ يطويهمْ

يضمّونَ التصاويرا ...


____________
(22)

______
اليوميات

بلادي ترفض الحُبَّا

تصادره كأي مخدِّرٍ خطرٍ

تطارده ..

تطارد ذلك الطفل الرقيق الحالم العذْبَا

تقصُّ له جناحيهِ ..

وتملأ قلبه رُعبا ...

___________
اليوميات

مثل أشعة الفجرِ ..

ومثلَ الماء في النهرِ ..

ومثل الغيم ، والأمطارِ ،

والأعشابِ والزهرِ ..

أليسَ الحبُّ للإنسانَ

عُمراً داخلَ العُمرِ ؟..

لماذا لا يكون الحبُّ في بلدي ؟

طبيعياً ..

كأيةِ زهرةٍ بيضاء ..

طالعة من الصخر..

طبيعياً ..

كلُقْيا الثغرِ بالثغرِ ..

ومنساباً

كما شَعْري على ظَهْري ...

لماذا لا يحبُّ الناسُ .. في لينٍ وفي يُسْرِ ؟

كما الأسماكُ في البحرِ ..

كما الأقمارُ في أفلاكها تجري..

لماذا لا يكون الحبُّ في بلدي ؟

ضرورياً ..

كديوانٍ من الشعرِ ....

لماذا لا يكون الحبُّ في بلدي ؟

ضرورياً ..

كديوانٍ من الشعرِ ....

لماذا لا يكون الحبُّ في بلدي ؟

ضرورياً ..

كديوانٍ من الشعرِ ....


_______
4

لا أدري كيف رماني الموجُ على قَدَميْكْ

لا ادري كيف مَشَيْتِ إليَّ . .

وكيف مَشَيْتُ إليكْ . .

يا مَنْ تتزاحمُ كلُّ طُيُور البحرِ . .

لكي تَسْتوطنَ في نَهْدَيْكْ . .

كم كان كبيراً حظّي حين عثرتُ عليكْ

____
قولي لي :

كيف سأُنقذُ نفسي من أمواج الطُوفَانِ ..

قُولي لي :

ماذا أفعلُ فيكِ ؟ أنا في حالة إدْمَانِ . .

قولي لي ما الحلُّ ؟ فأشواقي

وصلَتْ لحدود الهَذَيَانِ ..


 نزار القباني






حلم لاح لعين الساهر وتهادى في خيال عابر
وهفا بين سكون الخاطر يصل الماضي بيمن الحاضر
طاف بالدنيا شعاع من خيال حائر يسأل علن سر الليالي
يا له من سرها الباقي ويالي لوعة الشادي ووهم الشاعر
حين القى الليل للنور وشاحه وشكى الظل إلى الرمل جراحه
با ترى هل سمع الفجر نواحه بين أنغام النسيم العاطر
صحت الدنيا على صبح رطيب وهفا المعبد للحن الغريب
مرهفا ينساب من نبع الغيوب ويناديه بفن الساحر
ها هنا الوادي وكم من ملك صارع الدهر بظل الكرنك
وادعا يرقب مسرى الفلك وهو يستحيي جلال الغابر
أين يا أطلال جند الغابر أين آمون وصوت الراهب
وصلاة الشمس وهمي طار بي نشوة تزري بكرم العاصر
أنا هيمان ويا طول هيامي صور الماضي ورائي وأمامي
هي دمعي وغنائي ومدامي وهي في حلمي جناح الطائر
ذلك الطائر مخضوب الجناح يسعد الليل بآيات الصباح
ويغني في غدو ورواح بين أعصان وورد ناضر
في رياض نضر الله ثراها وسقى من كرم النيل رباها
ومشى الفجر إليها فطواها بين أفراح الضياء الغابر
حلم لاح لعين الساهر وتهادى في خيال عابر
وهفا بين سكون الخاطر يصل الماضي بيمن الحاضر

احمد فتحي



قالَت : كَحَلْتَ الْجُفونَ بِالوَسَنِ * قُلتُ : ارتِقـابًـا لِطَيفِكِ الْحَسَـنِ
قـالَت : تَسَـلَّيْتَ بَعـدَ فُـرْقَتِنـا * فَقُلتُ : عَن مَسكَني وَعَن سَـكَني
قالَت : تَشاغَلْتَ عَن مَحَبَّتِنا * قُلتُ : بِفَرْطِ البُكاءِ وَالْحَـزَنِ
قالَت : تَناسَيتَ ، قُلتُ : عافِيَتي * قالَت : تَناءَيتَ ، قُلتُ : عَن وَطَني
قالَت : تَخَلَّيتَ ، قُلتُ : عَن جَلَدي * قـالَت : تَغَيَّـرتَ ، قُـلتُ : في بَـدَني
قالَت : تَخَصَّصتَ دونَ صُحبَتِنا * فَقُـلتُ : بِالغَـبنِ فيـكِ ، وَالغَبَـنِ
قالَت أَذَعتَ الأَسرارَ قُلتُ لَها * : صَيَّـرَ سِــرّي هَواكِ كَالعَـلَنِ
قالَت سَرَرتَ الأَعداءَ قُلتُ لَها * : ذَلِكِ شَيْءٌ لَو شِئتِ لَم يَكُنِ
قالَت : فَماذا تَرومُ ؟ قُلتُ لَها * : ساعَةَ سَعدٍ بِالوَصلِ تُسعِدُني
قالَت : فَعَينُ الرَقيبِ تَنظُرُنا * قُـلتُ : فَـإِنّي لِلعَـينِ لَم أَبِنِ
أَنحَلْتِني بِالصُدودِ مِنكِ فَلَو * تَرَصَّـدَتْني الْمَنونُ لَم تَرَني


صفيّ الدين الحِلّيّ

 

شمعتين

تكبّر.. تكبرّ!

فمهما يكن من جفاك

ستبقى، بعيني و لحمي، ملاك

و تبقى، كما شاء لي حبنا أن أراك

نسيمك عنبر

و أرضك سكر

و إني أحبك.. أكثر

يداك خمائل

و لكنني لا أغني

ككل البلابل

فإن السلاسل

تعلمني أن أقاتل

أقاتل.. أقاتل

لأني أحبك أكثر!

غنائي خناجر ورد

و صمتي طفولة رعد

و زنيقة من دماء

فؤادي،

و أنت الثرى و السماء

و قلبك أخضر..!

و جزر الهوى، فيك، مدّ

فكيف، إذن، لا أحبك أكثر

و أنت، كما شاء لي حبنا أن أراك:

نسيمك عنبر

و أرضك سكر

و قلبك أخضر..!

وإنّي طفل هواك

على حضنك الحلو

أنمو و أكبر !

..
محمد درويش

دعيني أقاوم شوقي إليك

وأهرب منك ولو في الخيال

لأني أحبك وهما طويلا

تكبّر.. تكبرّ!

فمهما يكن من جفاك

ستبقى، بعيني و لحمي، ملاك

و تبقى، كما شاء لي حبنا أن أراك

نسيمك عنبر

و أرضك سكر

و إني أحبك.. أكثر

يداك خمائل

و لكنني لا أغني

ككل البلابل

فإن السلاسل

تعلمني أن أقاتل

أقاتل.. أقاتل

لأني أحبك أكثر!

غنائي خناجر ورد

و صمتي طفولة رعد

و زنيقة من دماء

فؤادي،

و أنت الثرى و السماء

و قلبك أخضر..!

و جزر الهوى، فيك، مدّ

فكيف، إذن، لا أحبك أكثر

و أنت، كما شاء لي حبنا أن أراك:

نسيمك عنبر

و أرضك سكر

و قلبك أخضر..!

وإنّي طفل هواك

على حضنك الحلو

أنمو و أكبر !

..
محمد درويش

دعيني أقاوم شوقي إليك

وأهرب منك ولو في الخيال

لأني أحبك وهما طويلا

وحلم بعيني بعيد المنال

دعيني أراك هداية عمري

وإن كنت في العمر بعض الضلال

دعيني أقاوم شوقي إليك

فإني سئمت قصور الرمال

نحب كثيرا ونبني قصورا

وتغدو مع البعد بعض الظلال

دعيني أراك كما شئت يوما

وإن كنت طيفا سريع الزوال

فما زلت كالحلم يبدو قريبا

وتطويه منا دروب المحال
 
..
فاروق جويده